مع احتفال برنامج الأغذية العالمي (البرنامج) بالذكرى الستين لتأسيسه، ترتدي مهمتنا المتمثلة في القضاء على الجوع طابعا ملحا وتتصدى لتحديات أكثر من أي وقت مضى. فقد واجه أكثر من 300 مليون شخص الجوع الحاد في عام 2023 بسبب النزاعات الجديدة والممتدة، وأزمة المناخ العالمية، والتداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19، وتضخم أسعار الأغذية والطاقة. وواجه ما مجموعه 47.3 مليون طفل وامرأة ورجل المجاعة من دون مساعدات لإنقاذ أرواحهم. وقد أخفق التمويل الإنساني العالمي في مواكبة هذه الاحتياجات الماسة. وفي الوقت نفسه، واجه البرنامج قيودا كبيرة على الوصول إلى المحتاجين، وزادت تكاليف تقديم الخدمات إلى المجتمعات المحلية الأكثر ضعفا.
وعلى الرغم من ذلك، استطعنا بفضل أفرقتنا المتفانية وشركائنا المخلصين الوصول إلى 152 مليون شخص. لقد استجبنا لحالات طوارئ جديدة معقدة، مثل تلك التي سادت في غزة والسودان في عام 2023، بالإضافة إلى الأزمات الممتدة والمتعددة حيث قدمنا الخدمات طيلة سنوات عديدة.
وتحقق ذلك بفضل الدعم السخي من المانحين والمؤسسات المالية الدولية والمؤسسات الخاصة والأفراد.
إن العمل الحاسم الأهمية الذي يؤديه البرنامج يفرض علينا في بعض الأحيان ثمنا بشريا مؤلما. ففي عام 2023، كان هذا الثمن باهظا جدا حيث نعت المنظمة ستة من موظفي البرنامج لقوا حتفهم في ظروف مأساوية أثناء تكريس حياتهم لإنقاذ الآخرين: عثمان علي، وDieudonne Dradri، ويوسف الزين، وLevent Kucukaslan، ومؤيد سعيد حميدي ناصر، ومارسو محمد صديق. لقد كانوا أبطالا حقيقيين في مجال العمل الإنساني وستظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة البرنامج.
يمتلك البرنامج الحلول للقضاء على الجوع طالما لدينا الأموال اللازمة لتحويل هذه الحلول إلى واقع ملموس. ولهذا السبب سنواصل العمل بلا كلل لحشد الموارد وشحذ الهمم للقضاء على الجوع في العالم وإنارة دروب الأمل في نفوس الملايين من الناس في مستقبل أكثر أمنا واستقرارا.
سيندي ماكين
تلقى البرنامج 8.3 مليار دولار من أمريكي في عام 2023، مع عجز قياسي يزيد على 60 في المائة مقابل احتياجات بلغت 22.8 مليار دولار أمريكي. وقد خُصصت الغالبية العظمى من التمويل لبلدان محددة، من المانحين الذين يجعل دعمهم المستمر عملنا في إنقاذ الأرواح وتغيير الحياة ممكنا.
سمحت المساهمات المرنة والتي يمكن التنبؤ بها - بالإضافة إلى التمويل المتعدد السنوات - للبرنامج بتقديم مساعدات استراتيجية وسريعة لإنقاذ الأرواح، والاستثمار في الأنشطة الاستباقية والطويلة الأجل التي تقلل من الاحتياجات بمرور الوقت. وتلقى البرنامج 1.18 مليار دولار أمريكي في شكل تمويل مرن من 37 من الجهات المانحة الحكومية والقطاع الخاص، و904 ملايين دولار أمريكي في شكل تمويل متعدد السنوات في عام 2023.
وأتاحت الأموال المرنة غير المخصصة للبرنامج تكييف عمله مع سياقات مختلفة ومتغيرة. فعلى سبيل المثال، تمكن البرنامج، باستخدام الأموال المرنة لشراء السلع مقدما، من إرسال أغذية جاهزة للأكل إلى المتضررين من تدمير سد كاخوفكا في أوكرانيا في غضون ساعات من وقوع الحدث.
واختارت 37 حكومة البرنامج لتنفيذ اتفاقات مالية بقيمة 577 مليون دولار أمريكي أبرمتها، لدعم أولوياتها الإنمائية والإنسانية. وهذا التمويل في معظمه موفر من قبل المؤسسات المالية الدولية، التي قامت بتوجيه الأموال عبر الحكومات المضيفة. وبشكل عام، بلغت المساهمات المالية الدولية المقدمة للبرنامج عام 2023 مبلغ 635 مليون دولار أمريكي.
تم استلامها في عام 2023
عجز قياسي
حكومة مانحة
جمعت من القطاع الخاص
عبئت لحساب الاستجابة العاجلة
خصصت من حساب الاستجابة العاجلة للاستجابة في دولة فلسطين
جمع البرنامج 272 مليون دولار أمريكي من القطاع الخاص، بما في ذلك المؤسسات الخاصة والجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات التابعة لشركات وجمع تبرعات من الأفراد (بما في ذلك المساهمات الخيرية) - ما تجاوز المبلغ السنوي المستهدف، وهو 250 مليون دولار أمريكي.
وفي عام 2023، قام البرنامج بتعبئة 394 مليون دولار أمريكي لحساب الاستجابة العاجلة - وهو احتياطي الطوارئ الذي نتمكن من خلاله من تخصيص تمويل مرن فورا للأنشطة الحاسمة لإنقاذ الأرواح عند عدم توفر مصدر بديل وفوري للتمويل.
وخُصص ما مجموعه 122 مليون دولار أمريكي لاستجابتنا الطارئة للنزاع في دولة فلسطين، في حين تمّ صرف مبلغ 50 مليون دولار أمريكي لاستجابة البرنامج للزلزال المدمر في الجمهورية العربية السورية وتركيا - بما في ذلك توفير الوجبات الساخنة والحصص الغذائية الطارئة الجاهزة للأكل من أجل 000 590 شخص.
تعرقلت قدرة البرنامج على تلبية الاحتياجات الغذائية والتغذوية العاجلة للسكان بسبب النقص الحاد في التمويل إلى جانب ارتفاع الأسعار وتحديات الوصول. ومعنى ذلك أن البرنامج اضطر إلى خفض حجم الحصص الغذائية في حالات كثيرة وإعادة تقدير عدد الأشخاص الذين بوسعه دعمهم، وعدد الأيام التي يمكنه فيها تقديم هذا الدعم.
وأدى انخفاض التمويل في السودان، إلى جانب الزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص المحتاجين إلى خدمات التغذية، إلى إيصال المكملات التغذوية من البرنامج إلى 9 في المائة فقط من الأطفال والنساء المحتاجين المستهدفين.
وفي اليمن، أثر تعليق أنشطة البرنامج للوقاية من سوء التغذية لعدة أشهر في مطلع عام 2023 على أكثر من مليوني طفل وامرأة من الحوامل والمرضعات. وبحلول أغسطس/آب، اقتصرت المساعدة على 15 منطقة فقط مقارنة بالخطة الأصلية التي كانت تهدف إلى مساعدة 207 مناطق.
ظل تركيز البرنامج منصبا على الحد من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في وجه الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة وتناقص الموارد. واستطعنا أن نفي بالتزامنا ببناء قدرة الناس على الصمود وتقديم حلول دائمة للجوع، جنبا إلى جنب مع شركائنا.
وساعد البرنامج أكثر من 152 مليون شخص. وشمل ذلك الفئات السكانية الضعيفة التي تواجه حالات طوارئ (المرحلة 4 وفقا للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) أو مستويات الكارثة/المجاعة (المرحلة 5 وفقا للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) - على النحو المحدد في قياس التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي - وكذلك اللاجئين والمهاجرين والنازحين داخليا. وكان ما يقرب من 53 في المائة من الأشخاص الذين تم الوصول إليهم من النساء والبنات، و47 في المائة من الرجال والأولاد. وكان أكثر من نصف الأشخاص الذين يخدمهم البرنامج في مناطق متضررة من النزاع.
مجموع عدد الأشخاص الذين تم الوصول إليهم في عام 2023
نساء (43.4 مليونا من البنات)
رجال (42.7 مليونا من الأولاد)
أصبح ما مجموعه 58 دولة أكثر قدرة على إدارة حالات الطوارئ في عام 2023، بدعم من مساهمة البرنامج الموسعة في النظم الوطنية للاستعداد لحالات الطوارئ والاستجابة لها.
استجاب البرنامج لما عدده 47 حالة طوارئ مفاجئة في 32 بلدا في عام 2023، بما في ذلك في دولة فلسطين والسودان. وفي معظم هذه الحالات، استجبنا في اليوم نفسه من خلال تقديم وجبات ساخنة أو أغذية أخرى أو تحويلات قائمة على النقد.
وواجه ما مجموعه 000 706 شخص في بوركينا فاسو، ومالي، ودولة فلسطين، والصومال، وجنوب السودان مستويات الجوع التي صنفت في المرحلة 5 وفقا للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (مرحلة الكارثة أو المجاعة)، ويرجع ذلك أساسا إلى النزاع. وكان منهم 000 577 شخص في غزة (بسبب التصاعد الخطير في مستويات العنف)، و000 43 شخص في جنوب السودان (حيث تسببت الظواهر المناخية القصوى والصدمات الاقتصادية والنزاعات في خسائر فادحة) و000 40 شخص في الصومال (حيث كانت ظواهر الطقس القصوى المحرك الرئيسي لذلك).
وقدمت مساعدات طارئة إلى 103 ملايين شخص، بما في ذلك 19 مليون امرأة وطفل تم الوصول إليهم من خلال برامج الوقاية من سوء التغذية وعلاجه في 15 عملية طوارئ.
حالة طوارئ مفاجئة استجاب لها البرنامج
شخص تلقوا مساعدات طارئة من البرنامج
مثّلت تحويلات الموارد غير المشروطة - التي تتألف أساسا من مساعدات غذائية وقائمة على النقد بالإضافة إلى تعزيز القدرات - أكبر مجال برامجي للبرنامج في عام 2023. ووصلنا إلى ما يقرب من 107 ملايين شخص من خلال هذه الوسائل، وهو ما يمثل 70 في المائة من الأشخاص الذين نخدمهم. ووزع البرنامج ما يقرب من 3.1 مليون طن متري من الأغذية، على الرغم من التحديات التشغيلية والقيود المفروضة على سلسلة الإمداد التي ترجع في جانب كبير منها إلى الكوارث والنزاعات. وقمنا كذلك بتحويل 2.9 مليار دولار أمريكي في شكل تحويلات قائمة على النقد وقسائم سلع (تستبدل بمواد محددة) في 76 بلدا، لتصل إلى 51.6 مليون شخص. وفي مصر، عند دعم اللاجئين الفارين من العنف في السودان، استجاب البرنامج للتعقيبات المجتمعية واستبدل سلة الأغذية التي تزن 25 كيلوغراما بوجبات جاهزة للأكل يسهل حملها وتناولها للمُجبَيرين على التنقل. كما أدخلنا التحويلات القائمة على النقد، بعد أن أبدى الأشخاص تفضيلهم شراء أغذيتهم وإمداداتهم الأخرى طيلة رحلتهم.
ينصب التركيز الأساسي للبرنامج على الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة لخطر سوء التغذية والذين لا يحصلون على أنماط غذائية ملائمة. ووصل البرنامج إلى 27 مليون امرأة وطفل في عام 2023 من خلال الخدمات المصممة للوقاية من سوء التغذية وعلاجه خلال أول 000 1 يوم من الحياة. ومع ذلك، لم تكن معظم الحصص الغذائية التي وزعناها على جميع الفئات المستهدفة في 57 بلدا كافية لتوفير تغذية ملائمة. وكان نقص التمويل عاملا رئيسيا وراء ذلك. وأجرينا استعراضا رئيسيا لتعزيز الكفاية التغذوية للأغذية التي نقدمها. يجري إدخال تحسينات في التخطيط والاستهداف والتكيف مع انخفاض التمويل نتيجة لذلك. ومن شأن تحسين الرصد أن يقلل من أثر خفض الحصص الغذائية. ويدعم البرنامج أيضا تقوية الأغذية على المستوى الوطني وإجراءات الشراء المحلي والإقليمي الأكثر مراعاة للتغذية. ففي باكستان على سبيل المثال، أجريت تقوية لأكثر من 83 في المائة من الطحين المنتج تجاريا في مقاطعتين تجريبيتين في إسلام أباد وروالبندي بدعم من البرنامج . ويستخدم هذا المنتج أكثر من 3 ملايين شخص في البلد.
تلقى ما مجموعه 107 ملايين طفل وجبات مدرسية من خلال برامج تنفذها الحكومات أو الجهات الشريكة في 77 بلدا، مع تقديم البرنامج للدعم التقني. وفي الوقت نفسه، قدم البرنامج مباشرة وجبات مدرسية مغذية أو حصصا غذائية منزلية أو وجبات خفيفة إلى 21.4 مليون تلميذ في 61 بلدا. وزدنا من شراء الأغذية محليا لوجباتنا المدرسية، مما ساهم في زيادة الدعم لسبل كسب العيش والأسواق المحلية، من 42 إلى 57 في المائة سنويا. وتعهد ما مجموعه 65 بلدا بالتزامات حيال البرامج المدرسية أو زادمن هذه الالتزامات في سياساته الوطنية، بدعم من البرنامج ، في سبيل الاعتماد على الذات وتحقيق الاستدامة. وعلى سبيل المثال، تم الانتهاء من نقل برنامج الوجبات المدرسية من البرنامج إلى حكومة أرمينيا في عام 2023. وحسنت برامج الوجبات المدرسية معدلات الالتحاق بالمدارس والمواظبة على الدراسة والبقاء فيها، وعززت الأداء الأكاديمي وخفضت عدد المتسربين من المدارس. وسجلت أيضا فوائد تغذوية بين المستفيدين في نيبال، وملاوي، وبنن، وهايتي وبوتان.
اقرأ القصة:دعم البرنامج 9 ملايين شخص شاركوا في أنشطة مجتمعية ومنزلية، وأنشطة تدريب على المهارات شملت إعادة تأهيل 000 377 هكتار من الأراضي، وزراعة 200 4 هكتار من الغابات، وإصلاح أو بناء أكثر من 200 7 كيلومتر من الطرق والممرات. وشملت المساعدات التي قدمها البرنامج قسائم غذائية أو نقدية أو سلعية لتلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة للسكان. وأفاد أكثر من 69 في المائة من الأسر المشاركة في الأنشطة بتحسن سبل كسب عيشها، وتمكن 57 في المائة من الأشخاص الذين تلقوا تدريبا على المهارات من الحصول على عمل. وفي أفغانستان، تلقى 000 785 شخص دعما من البرنامج في بناء وإعادة تأهيل هياكل الوقاية من الفيضانات وقنوات الري، إلى جانب أصول أخرى، مع العمل أيضا على تحسين إدارة مستجمعات المياه. ونتيجة لذلك، انخفض عدد الأسر ذات الاستهلاك الغذائي الضعيف بنسبة 18 في المائة، وتضاعف عدد الأسر التي تحقق مستوى مقبولا من الاستهلاك الغذائي.
اقرأ القصة:تشكل مساعدة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة على زيادة دخلهم وتحسين سبل كسب عيشهم أحد مفاتيح القضاء على الجوع، لأنهم ينتجون معظم الغذاء في العالم. ومن بين النهج التي نتبعها، قام البرنامج وشركاؤه بتدريب المزارعين على المهارات، بما في ذلك تحسين الممارسات الزراعية، والإدارة في مرحلة ما بعد الحصاد، والتسويق، وأنشطة الأعمال، والتمويل، والتأمين. وقدمنا أكثر من 000 470 قطعة من معدات الزراعة أو معدات ما بعد الحصاد للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة من النساء والرجال على مستوى العالم، وساعدنا المزارعين الآخرين في بناء أكثر من 500 7 مرفق لإدارة مرحلة ما بعد الحصاد. وبلغت مبيعات الأغذية من مجموعات المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة التي يدعمها البرنامج ما يقرب من 000 96 طن متري، بما قيمته 72 مليون دولار أمريكي. واشترى البرنامج 60 في المائة من الأغذية المستخدمة في عملياتنا، بقيمة 1.1 مليار دولار أمريكي، من الأسواق المحلية والإقليمية. وحصلنا على 000 90 طن متري من هذه الكمية من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في 24 بلدا، بما قيمته 56 مليون دولار أمريكي، مما عزز سبل كسب عيشهم وضخ الأموال في الاقتصادات المحلية.
تشكل أزمة المناخ أحد المحركات الرئيسية للجوع، فهي تتسبب في تدمير الأراضي والمحاصيل ونفوق الماشية واستنزاف مصايد الأسماك وتقطع سبل الوصول إلى الأسواق. يعمل البرنامج مع الشركاء لمساعدة الأشخاص على الاستعداد والاستجابة والتعافي. وخفف البرنامج من أثر الصدمات المناخية على النظم الغذائية باستخدام تقنيات التوقّع وأنظمة الإنذار المبكر. وقدم البرنامج الدعم إلى ما مجموعه 9.2 مليون شخص من خلال التأمين والتحويلات القائمة على النقد، مما وفر لهم وقاية من الصدمات. وقد اتبعنا نهج "العمل الاستباقي" في 13 بلدا وقمنا بتجربته في خمسة بلدان أخرى، وهو يجمع في العادة بين الإنذارات المبكرة والتوزيعات القائمة على النقد. ووزعنا إجمالا أكثر من 20 مليون دولار أمريكي للتخفيف من أثر أحوال الطقس القصوى المتوقعة على ما يقرب من 000 581 شخص. ويمكن للنقد أن يساعد الناس على استيعاب آثار الكوارث، بما في ذلك تلف المحاصيل، من خلال توفير الوسائل اللازمة لشراء الأغذية وغيرها من الإمدادات الحاسمة الأهمية، واتخاذ إجراءات وقائية ــ مثل نقل الأشخاص والأصول والماشية إلى مناطق أكثر أمنا ــ والاستثمار في المعدات الزراعية أو الماشية الجديدة. وفي الصومال، قدمت في إطار العمل الاستباقي تحويلات نقدية إلى نحو 000 200 شخص قبل الفيضانات المتوقعة في سبع مقاطعات - لكي يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم الغذائية والاحتياجات الأساسية الأخرى. وشكلت النساء 59 في المائة من هؤلاء السكان، وذلك كوسيلة لزيادة مشاركتهن في صنع القرار على مستوى الأسرة. وفي هايتي، صدرت رسائل إنذار مبكر لأكثر من 000 500 شخص وقدمت مساعدات نقدية إلى نحو 500 18 شخص، قبل هطول الأمطار الغزيرة المتوقعة - مما ساهم في حماية الأرواح وسبل كسب العيش.
اقرأ القصة:تقول Thom Ker، التي ترتب صفوف الخس النضر في دفيئتها الواسعة بمقاطعة سيام ريب الشمالية في كمبوديا: "أردت أن أكسب دخلا خاصا بي من دون الاعتماد على زوجي ومزرعة العائلة". وتصل خضرواتها لتلاميذ مدرسة بوس توم الابتدائية، وهم من بين 000 300 طفل يستمتعون بوجبات ساخنة يومية من خلال برنامج الوجبات المدرسية الذي يديره البرنامج وحكومة كمبوديا. وتعمل Thom أيضا كوسيط بين المدارس والمزارعين. وبعد عامين من العمل، يساعد دخلها الإضافي في تغطية مصروفات تتراوح بين وقود الجرار الزراعي ودروس اللغة الإنكليزية لابنتها الكبرى.
ويقول مدير المدرسة Van Samun إن الوجبات المغذية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض، في حين شهدت المدرسة زيادة في معدل الالتحاق وعددا أقل من الأطفال المتسربين. ويضيف أن الكثير من التلاميذ يتابعون تعليمهم العالي. ويساعد البرنامج على تهيئة بيئة حيث يمكن للحكومة أن تمسك بزمام الملكية الكاملة للبرنامج على المدى الطويل. ومن شروط ذلك أن تشكل الأغذية المحلية 70 في المائة من الأغذية المستخدمة- مما يساعد على تهيئة فرص العمل، والحد من الفقر، وبالتالي خفض معدلات الهجرة. وبالنظر إلى أن نحو ثلث الأطفال دون سن الخامسة يعانون من التقزم - أو قصر القامة بالنسبة للعمر - ونقص التغذية الذي يكلف هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا نحو 1.7 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي السنوي، يمكن للوجبات المدرسية أن تحدث تغييرا جذريا في كمبوديا.
ظل حلم العودة إلى المنزل في جالي - تلك البلدة الصغيرة في جنوب السودان على حافة الجنوب، أكبر الأراضي الرطبة في أفريقيا- يراود Yar Mayom Arok.
وتحققت أمنية Yar أخيرا، بفضل مشروع البرنامج لإصلاح مصدّ مهم يحمي المنطقة من الفيضانات. وعادت Yar إلى منزلها، وبدأت مشروعا صغيرا لبيع الشاي، تأمل أن يدرّ عليها ما يكفي من المال لإعادة فتح متجرها القديم حيث كانت تبيع الطعام وشراء ماشية جديدة.
وكانت عائلة Yar قد فرت عندما اخترقت مياه الفيضانات من نهر النيل القريب مصدا واجتاحت بلدتها قبل ثلاث سنوات. وهي من بين الملايين الذين يدعمهم البرنامج بالمساعدات الغذائية والنقدية. وتحصل البلدة على الدعم أيضا من خلال مشروعات بناء القدرة على الصمود والبنية التحتية في جنوب السودان - وهو بلد يتصدر حالات الطوارئ المناخية التي تضاعف الخسائر الفادحة الناجم عن النزاع والفقر وارتفاع أسعار الأغذية والطاقة.
وتشعر Elizabeth Acham Maketh، وهي واحدة من 000 2 عامل مؤقت يستخدمهم البرنامج في أعمال الإصلاحات التي يجريها، أيضا بالمنافع التي حققها مشروع مصد الفياضانات.
وتقول Elizabeth، وهي أرملة وأم لأربعة أطفال، "عانى مجتمعنا كثيرا في الفيضانات، وعلينا جميعا مسؤولية جعل الحياة أفضل لأنفسنا. سأستخدم المال الذي كسبته لدفع تكاليف الطعام والرسوم المدرسية لأطفالي، ولشراء مزيد من الماشية لتحل محل الماشية التي فقدتها في الفيضان".
تحكي لنا Olga Lima عن أثر موسم أعاصير المحيط الأطلسي على بلدتها كاستانويلا الشمالية في الجمهورية الدومينيكية، فتقول "في الماضي، كنت أبقى في المنزل خوفا من فقدان ممتلكاتي وطعامي - حتى لو كان ذلك خطيرا. لكن اليوم أستطيع مغادرة منزلي والذهاب إلى ملجأ للطوارئ وأنا أشعر براحة بال أكبر، وستحصل عائلتي على الطعام." وقد عزز مخطط يدعمه البرنامج باستخدام توقعات الطقس لتحفيز إجراءات استباقية - مثل التوزيعات النقدية - قدرة الأفراد مثل Olga على الصمود قبل التعرض لأحوال الطقس القصوى. ويمكنها استخدام المال لشراء إمدادات الطوارئ والغذاء والدواء. وهذا الدعم لا يقدر بثمن في بلد معرض للصدمات المناخية، بما في ذلك إعصار فيونا الذي اجتاح البلد في عام 2022. وينفذ البرنامج والحكومة مشروعات تجريبية في مجتمعات محلية أخرى، على سبيل المثال توزيع قسائم يمكن استبدالها بالأغذية واللوازم المنزلية والأدوات، كجزء من الاستجابة الوطنية لحالات الطوارئ. ونعمل على نطاق أوسع مع الشركاء لوضع خطط للاستجابة المبكرة لأكثر من ستة بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في الإقليم، بما في ذلك كولومبيا وبيرو وهايتي.
يسعى البرنامج باستمرار إلى ضمان الرفاه والكرامة للأشخاص الذين نخدمهم. فعلى سبيل المثال، أفاد الأشخاص في كينيا بأن التحويلات النقدية كانت متاحة بسهولة وأعربوا عن تقديرهم لإتاحة إمكانية استخدامها بحسب احتياجاتهم. وعولجت معظم الشكاوى بطريقة مُرضية، واستخدم البرنامج التعقيبات المجتمعية لتوجيه التغييرات أو التعديلات في أنشطتنا.
قدمت دراسة أجراها البرنامج بشأن عدم المساواة في الحصول على المساعدة والحواجز الجنسانية التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية، مجموعة من التوصيات، بما في ذلك الاستخدام الفعال للبيانات، وكفالة مشاركة المرأة في جميع مراحل الدورة البرامجية، والاستثمار في الشراكات، والبرمجة المتكاملة. ويشمل عمل البرنامج مع الوكالات الأخرى التي تتخذ من روما مقرا لها (منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية) برنامجا للتمكين الاقتصادي للمرأة الريفية، يستهدف بلدانا في أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ، وكذلك بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة. وتشمل محاور تركيز هذا البرنامج الحصول على الأراضي والائتمان والتكنولوجيا.
قدّمنا مزيجا من الأغذية المقواة والمنتجات المغذية المتخصصة والأنشطة لدعم تنويع النمط الغذائي. وكمثال على عملنا في هذا المجال، أدمج البرنامج الدعم التغذوي في برامج المساعدة الغذائية العامة والوجبات المدرسية في سوريا. حرصنا على ضمان جودة الحصص الغذائية والوجبات المدرسية في البلد من خلال توفير الأغذية المقواة، مع استخدام نقاط التوزيع للفحص والكشف المبكر عن سوء التغذية.
مشروع البرنامج للطهي النظيف في تشاد مثال على الحملة المستمرة للحد من أثر برامجنا على البيئة. واستخدمت الأكياس الحرارية في المقاصف، مما يبقي الوجبات المدرسية دافئة لمدة تصل إلى 12 ساعة من دون الحاجة إلى حرارة أو وقود إضافي. ويمكن للمشروع خفض تكاليف الطاقة بنسبة تصل إلى 70 في المائة وخفض التلوث الداخلي بنسبة 60 في المائة. وفي السلفادور، نقوم بتجريب مطابخ مجهزة تجهيزا كاملا تعمل بالطاقة الشمسية في ثلاث مدارس عامة كبيرة ستقدم وجبات البرنامج لمئات الطلاب. وفي المجموع، وفر البرنامج طهيا نظيفا محسنا في المدارس في 16 بلدا.
عمل البرنامج مع 877 منظمة غير حكومية في 69 بلدا في عام 2023. وشكلت المنظمات غير الحكومية المحلية أكثر من 80 في المائة من هذه المنظمات، في حين وجّه ما يقرب من ثلث مساهمات البرنامج من خلال المجموعات الوطنية والمحلية. ويؤكد ذلك تركيز البرنامج على نهج "إضفاء الطابع المحلي" - مع إعطاء الأولوية للشراكات مع المنظمات الوطنية والمحلية وتعزيز استدامتها على المدى الطويل، في الوقت الذي يضطلع فيه البرنامج بدور تمكيني أكبر. ودعمنا الحكومات في بناء أطر سياسات وطنية للأمن الغذائي والتغذية - بما في ذلك في بوتان وكمبوديا وهايتي وناميبيا - وقمنا بإدماج نهج النظم الغذائية في اللوائح الوطنية في نيبال، وأدخلنا تحسينات على تنفيذ البرامج الوطنية للأمن الغذائي والتغذية في الفلبين.
منظمة غير حكومية شريكة
من هذه المنظمات محلية
من البرنامج إلى المنظمات غير الحكومية
للمنظمات غير الحكومية المحلية
من مواد الإغاثة أرسلتها مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
مسافر من العاملين في المجالين الإنساني والإنمائي والدبلوماسيين نقلتهم الخطوط الجوية الإنسانية للأمم المتحدة
شريكا قدمت إليهم خدمات من خلال خدمات سلسلة الإمداد في البرنامج
من خلال تسخير بصمتنا العالمية وعشرات السنوات من الخبرة في مجال اللوجستيات، قدم البرنامج خدمات للحكومات والشركاء الآخرين في 83 دولة في عام 2023. وشمل ذلك تخزين ونقل ما يقرب من 000 422 طن متري من المواد الغذائية وغير الغذائية، إلى جانب 12.4 مليون لتر من الوقود.
وقدم البرنامج الخدمات إلى ما يقرب من 500 1 شريك من خلال الخطوط الجوية الإنسانية للأمم المتحدة التي يتولى إدارتها، وشبكة مستودعات الأمم المتحدة للاستجابة للحالات الإنسانية، ومجموعة اللوجستيات، بما في ذلك نقل وتخزين الأغذية المنقذة للأرواح وغيرها من الإمدادات.
والبرنامج هو الوكالة العالمية الرائدة لمجموعة اللوجستيات - وهي مجموعة من الشركاء تساعد في التغلب على القيود التي تحول دون تقديم المساعدات الإنسانية. وأتاحت المجموعة الوصول إلى الخدمات اللوجستية المشتركة والتنسيق إدارة المعلومات أو غيرها من أشكال الدعم القائم على المشروعات في 47 بلدا في عام 2023. وفي بوركينا فاسو، ساعدت مجموعة اللوجستيات في التغلب على مشاكل الوصول الناجمة عن النزاع من خلال تيسير إيصال المساعدات الإنسانية جوا.
تساهم التكنولوجيات والابتكارات الجديدة بدور حاسم الأهمية في الدفع قدما بعمل البرنامج ومساهمته في تحقيق القضاء على الجوع. كان لابتكارات البرنامج أثر على 60.7 مليون شخص في عام 2023 من خلال 74 مشروعا في 70 بلدا وإقليما.
وشملت هذه الابتكارات أداة دفع رقمية لتحويل الأموال مباشرة إلى حسابات الأشخاص في بنغلاديش ونيبال ونيجيريا وتونس، مما يزيد من خياراتهم في مجال الشراء ويخفض التكاليف والمخاطر التي تهدد البيانات. وحوّل ما مجموعه 8 ملايين دولار أمريكي مباشرة إلى أكثر من 000 600 شخص منذ أواخر عام 2021.
وواصلت مبادرة البرنامج "الطاقة الشمسية من أجل القدرة على الصمود" بناء قدرة المزارعات في الهند على الصمود، وتزويدهن بقروض منخفضة الفائدة لشراء مجففات تعمل بالطاقة الشمسية ومعالجة الأغذية القابلة للتلف التي كانت لتتعرض للتلف وتفقد لولا ذلك. وتوفر المبادرة للنساء أيضا إمكانية الوصول إلى الأسواق لبيع الأغذية، وتدربهن على الشؤون المالية وضمان الجودة.
من الوفورات في 58 مبادرة
الكفاءة هي إحدى الأولويات الأساسية للبرنامج: فكل دولار يتم توفيره يعني أن بوسعنا إيصال المساعدة الغذائية الحاسمة الأهمية إلى مزيد من الجياع. وفي عام 2023، حقق البرنامج وفورات تزيد عن 256 مليون دولار أمريكي من 58 مبادرة.
ومرفق الإدارة الشاملة للسلع هو آلية تمويل بالسلف توفر التمويل للبرنامج لشراء الأغذية قبل تأكيد مساهمات المانحين، استنادا إلى توقعات الطلب في البلدان. وفي عام 2023، حقق ذلك وفورات بقيمة 29.7 مليون دولار أمريكي، وساهم في تقليص المدة للازمة للتسليم، وتحسين الاستجابة لحالات الطوارئ، ودعم مشتريات الأغذية المحلية والإقليمية - بما في ذلك من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة.
قدمت خريطة الجوع التفاعلية (HungerMapLIVE) الخاصة بالبرنامج بيانات آنية في نحو 80 بلدا وأسفرت عن توفير 21.2 مليون دولار أمريكي. ومن خلال الجمع بين البيانات الاستقصائية والنماذج التنبؤية القائمة على الذكاء الاصطناعي، أتاحت الخريطة للبرنامج والحكومات الوطنية والمجتمع الإنساني الأوسع رصد الأمن الغذائي آنيا والتخطيط لاتخاذ إجراءات مبكرة ووقائية وموفرة للتكاليف.
2024 © برنامج الأغذية العالمي